بدأت فكرة منظومة عيد للعمل الانساني تتشكل في ذهني وتختمر منذ أعوام طويلة فمنذ بعد حضوري في محاضرة قيمة من محاضرات الدكتور المقاصدي الكبير أحمد الريسوني تلتها محاضرات أخرى تحدث فيها عن دور المجتمع في الاصلاح (رابط مقطع فيديو من احدى محاضراته عن دور المجتمع في الاصلاح)، فقررت أن يكون لي دور ايجابي في المجتمع وأن أكون لبنة وشخصا نافعا في المجتمع وصالحا، فخطرت لي فكرة تشربتها وتملكتني حتى آمنت بفائدتها وامكانية تحقيقها، ولما تخمرت الفكرة في ذهني قمت بأول محاولة في أواخرعام 2011 أو بداية 2012 لاخراجها الى الوجود من خلال مدونتي الالكترونية التي اسميتها آنذاك مصباح اونلاين دوت كوم misbahonline.com
وكنت أحلم بإطلاق نواة مركز تفكير شعبي لايرتكز على منطق مراكز التفكير العلمانية بل على منطق العقل المؤمن وقد صممت له الشعار التالي :
وجعلت له تصورا يمكن الاطلاع عليه من هذا الرابط:
وقد تعرضت المدونة في يوم من الايام للتدمير من طرف قراصنة الانترنت لكني حاولت ترميمها واعادة بناء مادمر منها وهي موجودة في صورة غير مكتملة على الرابط المذكور سلفا، وهذا المقال او التدوينة مأخود منها وأروي من خلاله كيف تشكلت الفكرة التي كنت اسميها آنذاك مشروع الرائعون وارتأيت لاحقا بعد ان طورتها أن تحمل اسم منظومة عيد تيمنا بالرجل الصالح الشيخ عيد رحمه الله والذي أغبطه على عمله الصالح الذي ترك عملا ينفعه بإذن الله، وإني أرجو الله ان تكون منظومة عيد عملا صالحا لنا جميعا إلى يوم الدين..
خفايا: أخطبوط تواصلي عملاق مخفي في أعماق البحار والمحيطات :
إن الأخطبوط الذي يلف كوكب الأرض بأذرعه الطويلة جدا وأقصد بكلامي شبكة الأسلاك والألياف البصرية التي تلف كوكب الأرض ممتدة عبر البحار والمحيطات من قارة إلى قارة (أنظر الصور المرفقة) ومشكلة أخطبوطا تواصليا عملاقا بحجم كوكب الأرض، كائن عملاق يفترس بنهم ملايير المعطيات في كل ثانية دون تمييز، وهو أخطبوط خطير لكنه لذيذ الطعم، لمن يستطيع اصطياده وطبخه وتناوله مثلما هو خطير وقاتل لمن يقع سجين أذرعه الطويلة.. وهنا يأتي دور منظومة عيد 2.0 كوسيلة واقعية للفوز بحصة من هذا الصيد الثمين لأن منظومة عيد2.0 كشبكة اجتماعية عربية عالمية قادرة بتوفيق الله على استغلال قوة هذا الكائن العملاق لخدمة العمل الإنساني من خلاله.
إن ترويض هذا الكائن التواصلي الضخم ليس بالمهمة اليسيرة لكنها ممكنة إذا توفرت العزيمة والإرادة الحقيقية كما أن هذا الهدف ليس ترفا ولا خيارا يمكن تأجيله إلى ما لا نهاية فأطراف ذراع الأخطبوط تنتهي بين أيدينا وأيدي أهالينا في شكل هواتف متصلة بشبكة الإنترنت ومن هنا يتأثر وجودنا به وتتأثر حياتنا حيثما كنا، ومن أبسط وأوضح مظاهر التأثير الكبير، مانراه اليوم في قضية تويتر وما قيل عن تأثيره غير القانوني في نتائج الانتخابات الأمريكية، وكذلك رأينا كيف أن الكونغرس الأمريكي استدعى مالك الفيسبوك لمسائلته، وهذا ليس سوى غيض من فيض فالضرورة قائمة في التوفر على شبكة اجتماعية تخدمنا بصدق ومصداقية فتكون ذراعا إعلاميا للأمة العربية والإسلامية مثلما تفعل قناة الجزيرة اليوم بمهنيتها العالية التي تجعل المشاهد العربي مطلعا على الأخبار والأحداث من خلال قناة تواصلية عالية المصداقية لا تتلاعب بمشاهديها.
إن مانراه اليوم من نزيف معلوماتي عبر الشبكات الاجتماعية يوازيه نزيف آخر لسيادة الأمم على قراراتها وتقلص لحرية اختيارات أفرادها بالتحكم في منطقهم ومن هنا تأتي حساسية الموضوع وأهميته للإنسانية جمعاء، فبينما يرفض الشخص السليم العقل والفطرة أن يشبه بكلب نجد بعض الشبكات الاجتماعية توفر لمستعمليها فلاتر و مؤثرات بصرية تضيف أذني كلب وأنفه إلى وجوه مستعمليها فيقبلون ذلك بفرح بل وينشرون صورهم تلك لأنهم يرونها طريفة وقد كانوا من قبل يخاصمون وقد يقاتلون من يشبههم بالكلاب أو يصفهم بأن لهم وجها كوجه الكلب، والخطير هنا هو قدرة تلك الشبكات الرقمية على سحق السلوك البشري وإعادة تشكيله لإنتاج أنماط سلوكية غير طبيعية فنجد تلك المنصات تضيف أحمر الشفاه على أفواه الذكور والإناث عند تجريبهم لفلاترها مما يعتبر انتهاكا غير بريء لمنظومة القيم الفطرية للإنسان، فتغير منظور العوام إلى أنفسهم وإلى غيرهم بشكل لايبشر بخير.
إن انتقادي لهذه الفلاتر السيئة والسلوكيات المناقضة للفطرة، لا يعني أن كل من استعملها هو على خطأ، فقد يكون للبعض مبررات منطقية لذلك، فعالم اليوم شديد التعقيد، والحكم على اختيارات الناس وسلوكم ليس مهمتي ولا أحب التدخل في خصوصيات الغير لكن تفشي الظاهرة في النشء الصاعد أمر مخيف وغير سليم ودليل على أن حماية ما، قد تم اختراقها في منظوماتنا التعليمية و في فطرة أفراد المجتمع مما سمح بزرع منطق مريب يسيطر على العقول ويحد من حرية الإنسان.
فقه المقاصد: منظومة عيد2.0 ضرورة شرعية حسب فهمي للرؤية المقاصدية.
أصل الحكاية.. محاضرة للدكتور أحمد الريسوني وفقه المقاصد الذي جعلني أدرك أن منظومة عيد ضرورة شرعية وخيار لابد منه من أجل الإنسانية جمعاء ومن أجل الدول العربية بالخصوص وذلك لخدمة العمل الإنساني ببوصلة مقاصدية تعمل بمنطق التدافع الحضاري السلمي الناضج الواقعي.
لتوضيح ما يجري، قمت باختيار فيديو من يوتوب يشرح ببساطة مذهلة كيفية فتح قفل تقليدي دون حاجة إلى المفتاح! إنه شيء صادم حقا لأن كثيرين يعتمدون على هذه النوعية من الأقفال التقليدية لحماية ممتلكاتهم! بينما هي سهلة الفتح والناس معرضون للسرقة بشكل كبير بسبب جهلهم بمتغيرات العصر ومنها حقيقة أن يوتوب يعج بفيديوهات لتعلم فتح قفل تقليدي باستعمال أدوات بسيطة أو مشبك شعر، بل إن مواقع الإنترنت تبيع أقفالا شفافة لمن يرغب في التمرن على فتح الأقفال فيتعلم وهو يرى مايجري داخل القفل عندما يعالجه بسلك او مشبك شعر (أنظر نموذج القفل التعليمي الشفاف في هذا الفيديو
(الرابط https://www.youtube.com/watch?v=Mz5IOFK38nU)
هذا المثال الصارخ للأمن الوهمي الذي يعيش فيه الأشخاص الغافلون عن المتغيرات السريعة لعالمنا، والذين مايزالون يحمون ممتلكاتهم بأقفال تقليدية، يستحق المشاهدة في الفيديو اسفله فهو يبين كيف أن اقفالا يستعملها الكثيريون هي في الواقع سهلة الفتح ولا تحمي ممتلكاتهم، وهم في الواقع بدون حماية حقيقية، وهذا ينطبق على الأمن المعلوماتي والأمن النفسي للفرد والمجتمع أيضا. اخترت هذا المثال حول القفل للانتقال إلى الحديث عن الأمن الوهمي في مجال أخطر وهو إنتاج المعرفة وصناعة المنطق والذي تلعب فيه الشبكات الاجتماعية وتطبيقاتها المتنوعة دورا مهما وخطيرا فالمثال السابق حول فلاتر التطبيقات الهاتفية التي تحول وجوه مستعمليها إلى وجوه تشبه وجه كلب، هي أدوات تحكم في سلوك الناس وهذا يستوجب دق ناقوس الخطر واتخاذ إجراءات وقائية ضد هذه الهجومات السيكولوجية بتقديم البديل الصحي والآمن لمحبي التواصل عبر الشبكات الاجتماعية بدل الاقتصار على التنبيه إلى هذا الخطر، وإن منظومة عيد 2.0 وشبكتها الاجتماعية تندرج في سياق تحرير الإنسان من التوجيه الخفي والاستدراج الذي يضيق أفق تفكيره وتسعى إلى خدمة العمل الإنساني من خلال تثمين كل ثانية في حياة كل إنسان وكل جهوده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق