ملخص قصير جدا: نعلم جيدا أن شخصا أميا يصطاد السمك لسنوات هو على الأرجح أكثر معرفة بصيد السمك من طبيب جراح متخصص في أعقد العمليات الجراحية، فرغم سنوات الدراسة الطويلة للطبيب الجراح فإنه من المنطقي أن يكون أقل معرفة بصيد السمك من الصياد الأمي الذي لم يتمدرس قط في حياته لكنه مارس الصيد لسنوات، ومن هنا تولدت فكرة تحويل الأشخاص الأميين إلى معلمين ومدربين لغيرهم من الناس في مجال برعوا فيه، حتى ولو كان بين الناس الذين سيتعلمون منهم، من هم أكثر علما ودراية لكن في تخصصات أخرى.
فكرتي هاته، ليست دعوة إلى تمجيد الأمية، أو الدعوة إلى التطبيع معها كظاهرة "مرضية" في المجتمع، فالأمية مشكلة كبيرة يجب أن نحاربها ونقضي عليها في المجتمع من خلال تعليم الجميع، بل الفكرة التي اقترحها هي مساعدة الاطفال والشباب وغيرهم ممن لم يحصلوا على فرصة كاملة للتمدرس والتعلم فوقعوا في مطب الأمية، فكرتي هي محاولة إلى انقاذ كل شخص يعاني من الأمية لكنه كافح وتعلم شيئا مفيدا للمجتمع وبرع فيه، فأصبح قادرا على تدريب غيره في ذلك التخصص الذي برع فيه ولو كان الامر يتعلق بعمل محدد صغير مثل تغيير إطار السيارة أو طبخ أكلة ما أو صناعة صحن خزفي.. هذه الفكرة سكنتني ورغبت بقوة في تحويل أشخاص غير محظوظين، ولم بنالوا فرصة كاملة للتمدرس بشكل طبيعي ولذلك فقد كتبت منذ سنوات مثالا لشرح الفكرة ونشرته على مدونتي الالكترونية الشخصية القديمة على الرابط التالي:
http://www.misbahonline.com/2017/10/blog-post_13.html
فكرتي هاته، ليست دعوة إلى تمجيد الأمية، أو الدعوة إلى التطبيع معها كظاهرة "مرضية" في المجتمع، فالأمية مشكلة كبيرة يجب أن نحاربها ونقضي عليها في المجتمع من خلال تعليم الجميع، بل الفكرة التي اقترحها هي مساعدة الاطفال والشباب وغيرهم ممن لم يحصلوا على فرصة كاملة للتمدرس والتعلم فوقعوا في مطب الأمية، فكرتي هي محاولة إلى انقاذ كل شخص يعاني من الأمية لكنه كافح وتعلم شيئا مفيدا للمجتمع وبرع فيه، فأصبح قادرا على تدريب غيره في ذلك التخصص الذي برع فيه ولو كان الامر يتعلق بعمل محدد صغير مثل تغيير إطار السيارة أو طبخ أكلة ما أو صناعة صحن خزفي.. هذه الفكرة سكنتني ورغبت بقوة في تحويل أشخاص غير محظوظين، ولم بنالوا فرصة كاملة للتمدرس بشكل طبيعي ولذلك فقد كتبت منذ سنوات مثالا لشرح الفكرة ونشرته على مدونتي الالكترونية الشخصية القديمة على الرابط التالي:
وأنقله حرفيا هنا وكنت أسمي الفكرة إنتاج المعرفة وصناعة المنطق وكنت أفكر فيها كجزء من مشروع أسميته "الرائعون":
مثال لتوضيح فكرتي لإنتاج المعرفة من خلال تحويل أشخاص أميين إلى معلمين
لنفترض أن طفلا اضطرته ظروف معينة إلى ترك الفصل الدراسي مبكرا فلم یكمل مسيرته الدراسية بل غادر الصف الدراسي مبكرا والتحق بسوق العمل مكرها وهو مجرد من التكوین المعرفي اللازم لولوج سوق الشغل، وأن هذا الطفل اشتغل عند ميكانيكي وبعد بضعة أعوام راكم الطفل فيها معلومات كثيرة حول السيارات من ممارسته الميدانية..
تهدف فكرة إنتاج المعرفة إلى جعل هذا الطفل مثلا یتحول بين عشية وضحاها إلى أستاذ یعلم الناس ما تعلمه ميدانيا بحيث یصبح منتجا للمعرفة عن طریق استعماله لمصورة هاتفه النقال لإنجاز أفلام یبين فيها ما ینبغي على السائقين مراقبته في تجهيزات سيارتهم، فيقوم بتصویر تلك التجهيزات او الأجزاء من السيارات بمصورة هاتفه وبين الأعطاب التي تصيبها وطرق تجنب الخسائر الفادحة، فيقدم بذلك خدمة كبيرة لمستعملي السيارات، لان كثيرا من أصحاب السيارات، بما فيهم الحاصلون على أعلى الدرجات العلمية وأرقى الشواهد العالمية، عندهم في غالب الأحيان نقص في المعرفة بخبایا سياراتهم وطرق صيانتها والحفاظ عليها من التلف.
بفضل هذه الطریقة المبسطة سيصبح الطفل الذي كبر بعيدا عن المدرسة ولا یملك مؤهلات لغویة جيدة ولا شهادات علمية، أقول سيصبح هذا الطفل أستاذا یعلم الناس وینتج المعرفة بإنجاز أفلام بجودة تصویر ضعيفة لكن فائدتها كبيرة و قابلة للبيع بصيغ مختلفة، وهي إنتاج معرفي مفيد للفرد والمجتمع ويدفع الناس إلى استهلاك المنتوج المحلي الذي یستجيب لحاجات حقيقية في المجتمع بدلا من التفرج في الأفلام الغربية الحاملة لقيم دخيلة على الأسرة المسلمة والأفكار الهدامة التي لا یستفيد منها الفرد ولا المجتمع، وبهذا سينفع هذا الطفل نفسه وأمته بعد أن يتحول بتطبيقه لهذه الفكرة البسيطة إلى معلم للناس، وقد يصبح هذا الطفل نجما یقتدي به أقرانه فيحدث موجة من التوعية بطرق العنایة بالسيارات وبالتالي يحدث إنخفاض في حجم واردات البلد من قطع غيار السيارات مما سيؤثر إیجابا على الميزان التجاري للبلد من هذا الجانب ولو طبقت الفكرة بشكل مشابه في ميادین عدة فالنتائج ستكون أكثر تأثيرا وبانتشار المعرفة سيتحقق خلق الثروات وتفادي الكثير من الخسائر.
قد لا تبدو هذه الفكرة مفيدة للبعض لكني شخصيا تمنيت لو وجدت فيديو يشرح كل التفاصيل التي يحتاج كل صاحب سيارة أن يعرفها فقد تعرضت منذ أيام لموقف لم أحسن فهمه، فدفعت الثمن غاليا، ذلك انني وجدت قطرات من الزيت على الإسفلت تحت محرك السيارة مباشرة فظننت انها تسرب من زيت المحرك فقمت بمراقبة مستوى زيت المحرك لكنه كان في المستوى العادي ولم يخطر ببالي مراقبة زيت صندوق محول السرعات، وسافرت بالسيارة بعد ذلك فتسرب كل زيت صندوق تحويل السرعات خلال السير فسمعت صوت تحطم وضجيج ثم تعطلت السيارة في منتصف الطريق واضطررت إلى استدعاء شاحنة قطر وشحن، ودفعت ثمنا مرتفعا لشحن السيارة إلى المدينة التي كنت متوجها إليها وكل ذلك بسبب قطرة زيت لم افهم انها نذير لمشكل كبير.
بعد الوصول إلى وحهتي اخبرني الميكانيكي بوجوب تغيير صندوق تحويل السرعات باكمله لانه دمر تماما (أنظر الحجم الكبير للقطعة التي فسدت في الصورة اسفله) وهذا يستغرق يومين من العمل كما أن ثمن شراء البديل وتركيبه وضبطه سيحدث ثغرة في الميزانية المحددة لذلك السفر، ولكن الأسوأ كان هو عدم احترام الميكانيكي للتوقيت مما نسف برنامج السفر الذي قمت به، كل ذلك لانني لم افهم معنى قطرة الزيت التي وجدتها على الإسفلت وتحت محرك السيارة مباشرة.
ولو سألني شخص ما إن كنت مستعدا لشراء فيديو من انجاز متدرب ميكانيكي يشرح فيه طرق العناية بالسيارة وتجنب الخسائر؟ فسأجيب بالطبع نعم، وأعتقد ان كل صاحب سيارة يقترح عليه ميكانيكي شراء فيديو لتجنب الخسائر الفادحة في السيارة بثمن معقول فسيقبل في غالب الأحوال.
إذن، إذا كانت هذه هي الفائدة من فكرة واحدة من أفكار المشروع لطفل حرم من التمدرس فإن هذه الفكرة لو طبقت ولو كهواية فقط من طرف الأشخاص المسلحين بالعلم والتكوين المعرفي العالي من أمثال أصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل أو الدكاترة والباحثين أو باقي مكونات المجتمع من تجار وحرفيين وغيرهم.. فالنتيجة ستكون نهضة إعلامية وثقافية وصناعية شاملة بإنتاج كثيف للمعرفة ولابد أن كثيرا من الناس سيتعلمون مهنا جدیدة بمجرد مشاهدة أشرطة منتجة محليا یشرح فيها أصحابها أسرار المهن وخفایا فنون التجارة والصناعة والأروع أن انشغال الناس بهذه الفكرة المفيدة أو “الهواية الجديدة” سوف يبعد الكثيرين منهم عن الهوايات والإهتمامات الضارة والتي تزيد أمتنا تشتتا وتخلفا.
إن فكرة “الرائعون” لإنتاج المعرفة صالحة للتطبيق بشكل فردي أو جماعي وتحقيق ربح مادي ومعنوي للفرد والأمة وبرغم كونها سهلة التطبيق بشكل عام إلا أن المشروع يهدف إلى زیادة تيسير تطبيقها وذلك ببناء منصة إطلاق لطاقات الموارد البشریة الراغبة في تجريب الفكرة عن طريق مرافقة الراغبين في التصویر وتحفيظ الحقوق وتقديم الاستشارات الشرعية والقانونية والدعم في مرحلة الإنتاج والتسويق لخلق مجتمع المعرفة الذي نطمح إليه جميعا.
إن أعجبتك فكرتي هاته، ورغبت في تفاصيل أكثر فتواصل معي وكذلك إن رغبت في العمل على هذه الفكرة فأنا أرحب بك لتطويرها معا لنشارك بها مستقبلا في جائزة الشيخ عيد للعمل الإنساني بإذن الله.
وإن شئت أن تطور فكرتي هذه لوحدك بشكل مستقل وتشارك بها منفردا في جائزة الشيخ عيد أو غيرها فلا مشكلة بل إني أسأل الله لك التوفيق فلا تنساني من صالح دعائك، جزاك الله خيرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق